الاحتفال بيوم الثقافة واختتام تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009
القيروان 25 فيفري 2010
- اكرم الرئيس زين العابدين بن على خلال الموكب الذى انتظم يوم الخميس بالقيروان بمناسبة الاحتفال بيوم الثقافة واختتام برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 ثلة من المبدعين ورجال الثقافة والاعلام ممن تميزوا باعمالهم في مختلف مجالات الفكر والفنون والصحافة
والقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا اكد فيه ان تونس وضعت مشروعا حضاريا شاملا ومتكاملا اصبحت فيه الثقافة قاعدة التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية مبينا ان ممارسة النشاط الثقافي والانتاج فيه والاستفادة منه والاستماع به يعد حقا اساسيا من حقوق الانسان باعتبار الانسان الثروة الاكبر للبلاد ورصيدها الابقى
واشار الى ان البرنامج الرئاسي للسنوات الخمس القادمة تضمن عديد العناصر ذات العلاقة المباشرة بواقع العمل الثقافي ومستقبله القريب والبعيد ومن بينها اقامة خماسية الثقافة 2009-2014
واذن رئيس الدولة في هذا الصدد بان تكون سنة 2010 سنة السينما يقع خلالها البحث عن السبل الكفيلة للنهوض بهذا القطاع ابداعا وتمويلا وانتاجا وتوزيعا
وبين رئيس الدولة ان تجربة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية خلال السنة المنقضية كانت تجربة ناجحة على كل المستويات بما يعزز فكرة العواصم الثقافية والحاجة الى دعمها ونشرها من اجل دعم الحوار الثقافي والتواصل الحضارى بين الشعوب
وتاكيدا للحرص على ان تبقى حضارة القيروان قائمة في المؤسسات اذن سيادة
الرئيس لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث بوضع برنامج تعهد وصيانة
متواصل لجميع المعالم الاثرية والتاريخية لمدينة القيروان والاسراع بانجاز
الجزء الثانى من متحف الفنون الاسلامية برقادة وتاهيل فسقيات الاغالبة
تاهيلا شاملا باعتبارها احدى الشواهد القوية على تقدم فن الهندسة المعمارية
الاسلامية بهذه الربوع
كما اذن بجملة من الاجراءات الاخرى تتعلق بالخصوص بالشروع في استثمار نتائج الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي دارت طوال سنة 2009 وباصدار كراس شروط موحد وشامل لشوءون الكتاب فضلا عن تحويل مهرجان الموسيقى التونسية الى ايام قرطاج الموسيقية وتواصل الاحتفاء باعلام تونس المبدعين
ودعا بالمناسبة الى الاسراع بوضع خطة وطنية لتاهيل المتاحف والمواقع الاثرية وصيانتها وايلاء الرصيد الوطني من المخطوطات ما يستحق من عناية وصيانة
ثم تولى الرئيس زين العابدين بن على تقليد ثلة من رجال الثقافة والفنون والاعلام الوسام الوطنى للاستحقاق في قطاع الثقافة
كما سلم الجائزة المغاربية للثقافة بعنوان سنة 2009 الى السيد محمد بنيس شاعر وكاتب ومفكر مغربي من ابرز رموز الحداثة في الثقافة العربية وتولى سيادة الرئيس كذلك تسليم الجوائز التقديرية في ميادين الاداب والفنون
واكرم رئيس الدولة السيد مراد الزغلامى باسناده الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية وذلك تقديرا لانجازاته المعمارية بالمزاوجة بين الانماط الاصيلة والتراثية
كما اكرم الدكتور عبد الرزاق بنور باسناده الجائزة الوطنية للترجمة لتميزه بترجمة العديد من الكتب الهامة
ثم تولى سيادة الرئيس اسناد جائزة اكثر دار ثقافة تميزا الى دار الثقافة بسيدى علوان من ولاية المهدية وجائزة افضل موءسسة اقتصادية تتميز بنشاطها الثقافى الى الشركة التونسية للكهرباء والغاز وتكريما للصحافيين والاعلاميين سلم الرئيس زين العابدين بن على جائزتى الهادى العبيدى والطاهر الحداد بعنوان سنة 2009
وجرى هذا الموكب بحضور الوزير الاول واعضاء الحكومة ورئيس مجلس المستشارين والامناء العامين للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية وجمع من رجالات الثقافة والاعلام
كما حضره سفراء البلدان العربية والاسلامية المعتمدون بتونس وعدد من الضيوف من هذه البلدان المشاركون في تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009
وكان الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة القى في مستهل الموكب كلمة اعرب فيها عن عميق الامتنان للرئيس زين العابدين بن علي لعنايته بالانشطة العديدة والمتنوعة التي انجزت في اطار احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية
وذكر بان هذه الانشطة التي تمثلت في تنظيم مؤتمرات دولية رفيعة المستوى وندوات متخصصة عالجت قضايا تشغل الراى العام العالمى هى صورة مشرقة الملامح لجوانب من اهتمامات سيادة الرئيس الذى احاطها برعايته السامية وتفضل بافتتاح عدد منها في قصر قرطاج
وبين ان عدد هذه الانشطة بلغ ما يزيد عن 150 نشاطا بما يجعل القيروان تسجل تفوقا كبيرا مقارنة بالعواصم الاخرى التي تم الاحتفاء بها منذ شروع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة في تنفيذ هذا البرنامج سنة 2005
واوضح المدير العام للايسيسكو ان الهدف من اختيار القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية للسنة الماضية تمثل في تجديد الدور الثقافى والحضارى التاريخي لهذه المدينة العريقة التي كانت منطلقا للدعوة الاسلامية ومركزا للحضارة الاسلامية ومصدرا للتنوير الفكرى والاشعاع الثقافى وللمعرفة العلمية والادبية على مر العصور فضلا عن توثيق وشائج التمازج والترابط بين عواصم الثقافة الاسلامية الاخرى فى اسيا وافريقيا
وافاد ان تجديد الدور الثقافى والحضارى التاريخى لمدينة القيروان يعد في الوقت نفسه تجديدا للرسالة الحضارية السامية التي تنهض بها تونس والتي تغطى كافة المجالات
واكد ان تزامن ذكرى المولد النبوى الشريف مع اختتام احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ومع الاحتفال باليوم الوطني للثقافة يترجم معانى الوفاء لقيم الحضارة الاسلامية والاعتزاز بالانتماء الى الثقافة الاسلامية