الصناعات التقليدية التونسية، موروث متفتح على الحداثة

تونس 16 مارس 2010 (وات) - تحظى الصناعات التقليدية، رمز الهوية الثقافية والاصالة وثراء تقاليد الاجداد، منذ سنوات باهتمام متنامي.

ويمثل اليوم الوطني للصناعات التقليدية واللباس التقليدي، الذى تحتفل به تونس يوم 16 مارس من كل سنة، موعدا لابراز خصائص المخزون الثقافي التونسي واثراء المنتوج التقليدي واضفاء لمسة عصرية وابداعية عليه فضلا عن الاعتراف بالجهود المبذولة لتجديد هذا الموروث.

ويتم بهذه المناسبة تنظيم عديد المسابقات في مجال الابتكار فى الصناعات التقليدية على المستويين الوطني والجهوي ولعل ابرزها مسابقة "الخمسة الذهبية" /يوم 16 مارس/.

وتسند سنويا جوائز لافضل الابتكارات فى عديد الاختصاصات والحرف التقليدية من اهمها جائزة رئيس الجمهورية للنهوض بالصناعات التقليدية والحرف الفنية.

ويعد القطاع الى اليوم، 350 الف حرفي يمارسون 75 نشاطا و523 موءسسة مصدرة وهو يساهم بنسبة 9ر3 بالمائة فى الناتج المحلي الخام.

ومكن القطاع خلال سنة 2008 فقط، من احداث 10 الاف و300 موطن شغل وحقق 2ر2 بالمائة فى الصادرات. ويبلغ عدد المغازات المعتمدة 72 فى حين يقدر عدد القرى الحرفية ب18 قرية /12 قرية فى طور الانجاز حاليا/.

وتاتي هذه الحركية التى يشهدها القطاع تجسيما للاهداف التى ضبطتها استراتيجية النهوض بالصناعات التقليدية فى افق 2016 وتنفيذا للاجراءات المقررة خلال المجلس الوزاري المنعقد يوم 21 افريل 2009 باشراف رئيس الدولة.

وتتمثل الاجراءات التى اقرها المجلس الوزاري خاصة فى انجاز برنامج تاهيل المراكز القطاعية للتكوين فى قطاع الصناعات التقليدية وتمويل انجاز برامج تاهيل مؤسسات القطاع عن طريق صندوق تنمية القدرة التنافسية الصناعية واحداث وحدات فنية متخصصة فى الصناعات التقليدية ضمن المراكز الفنية الصناعية.

كما تتعلق هذه القرارات بدعم مراقبة جودة المنتوجات التقليدية وتخصيص فضاءات حرفية تتماشي واختصاصات كل جهة وحفز اصحاب الشهائد العليا على احداث مشاريع فى مجال الصناعات التقليدية.

ويحتفى بالمنتوج التقليدي باشكال مختلف ومتنوعة داخل البلاد وخارجها اذ تخصص اكثر من 20 تظاهرة للقطاع داخل البلاد فضلا عن مشاركة تونس فى 15 صالون ومعرض بالخارج.

ويحظى المنتوج التقليدي الى جانب الحملات الترويجية الخاصة بالقطاع، بفضاء سنوي خاص به، يتمثل في تنظيم صالون دولي للابتكار فى الصناعات التقليدية. وقد تولى الوزير الاول افتتاح الدورة 27 لهذا الصالون يوم 12 مارس 2010 والتي تسجل مشاركة 600 حرفي ومؤسسة حرفية.

وترمي العمليات التي تم انجازها في هذا الاطار خاصة الى حماية المكاسب من خلال تقنين الحرف والصناعات التقليدية وملاءمتها مع التحولات ومتطلبات الظرف الحالي واذواق المستهلكين والنهوض بدور الاستثمار واحداث مواطن الشغل ودفع التصدير.

وتعمل المصالح المعنية في سبيل تجسيم هذه الاهداف على تحسين جودة المنتوجات عبر التكوين في الحرف التقليدية وتعميم القرى الحرفية وتطوير العمليات التسويقية ومسالك توزيع المنتوجات الحرفية وتيسير النفاذ الى المنتوج التقليدي التونسي في الاسواق الخارجية.